للاشتراك في المدّونة، لطفاً ضع عنوانك الالكتروني هنا

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

آل الأسد: وقت الرحيل أزفّ حقا


- I -
كل التوقعات السابقة، طيلة السنتين الماضيتين، حول سقوط سريع لعائلة الأسد لم تتحقق.

فالنظام، على رغم كل خسائره الاقتصادية والسايكولوجية (زوال رهبة الخوف) والحصار الإقليمي والدولي الذي تعرَّض له، لم يتفكك. والجيش (نحو 230 ألف جندي،) لم يتحلل على رغم الانشقاقات وإرهاق الحرب الأهلية المتواصلة والمتصاعدة. ثم أن رأس النظام، أي عائلة الأسد- مخلوف، لاتزال واثقة من أن استخدامها للقوة العارية والوحشية، سيحقق لها النصر كما ألحق بأعدائها الهزيمة في العام 1982.
وهذا مادفع في السابق أنصار النظام السوري والعديد من المحللين، إلى القول بأن ما هو أهم في هذه اللعبة الدموية، ليس صمود المعارضة السورية بل ثبات النظام، وصولاً إلى لاستنتاج  بأن ثمرة الحل السياسي ستسقط في خاتمة المطاف في حضن أل الأسد مجددا.
- II -

كل هذا صحيح، ولكن بوصفه من أحاديث الأمس. أما اليوم فقد ظهرت مؤشرات قوية توحي للمرة الأولى بأن عصر آل الأسد-  مخلوف دخل بالفعل مرحلة الأفول. وهي مؤشرات داخلية وخارجية في آن:
فعلى الصعيد الداخلي، أكدت اليوم صحيفة "فايننشال تايمز" الرزينة ووثيقة الأطلاع
(David Gardner: Lebanon is the Middle East’s weather vane again)
على جملة أمور خطيرة تمس مصير آل الأسد، أهمها:
- أن عشيرة المرشدي العلوية التي تضم 300 ألف نسمة، والتي تعتبر بيضة القبان الرئيسة في كل الصراعات على السلطة داخل الطائفة العلوية (هي التي نصرت حافظ على رفعت العام 1984) ، أنقلبت على آل الأسد.
- أن موافقة إيران، ومعها حزب الله، على تعيين تمام سلام المقرَّب من السعودية وتيار 14 آذار كرئيس لحكومة لبنان، نابع من قناعتها بأن حكم عائلة الأسد زائل لا محالة، وأن عليها ترتيب أوضاع حلفائها اللبنانيين والعراقيين الأن قبل فوات الأوان.
-وأخيراً، أن حزب الله رفض مراراً وتكراراً طلبات النظام السوري إشعال فتيل الحرب الأهلية في لبنان كوسيلة لإنقاذ نفسه. وهذا عكس الحقيقة بأن النظامين الإيراني والسوري يمكن أن يختلفا كما أن يتفقا.
- III -
جنباً إلى جنب مع هذه التطورات المحلية السورية والإقليمية الإيرانية، جاء الموقف المفاجيء للرئيس الروسي بوتين الداعي إلى "وقف تسليح كل الأطراف في لبنان" ليكون أول مؤشر بارز على أن موسكو لم تعد تثق بقدرة آل الأسد على إعادة الإمساك لا بالسلطة ولاحتى بأي حل سياسي للأزمة. ولذا، فقد باتت هذه العائلة عبئاً استراتيجياً بعد أن كانت كنزاً استراتيجياً لموسكو.
فضلاً عن ذلك، جاء التغيير في موقف بوتين ليعكس على مايبدو مخاوفه من أن اندفاع الغرب إلى تسليح المعارضة السورية على نحو نوعي وكثيف، لن يسفر فقط عن المزيد من استنزاف نظام الأسد بل أيضاً استنزافها هي في حرب عصابات على النمط الأفغاني، خاصة وأن صنابير التمويل الإيراني لدمشق بدأت تجف تدريجيا.
- III -

الآن، إذا ماجمعنا كل هذه المعطيات الداخلية والخارجية ووضعناها في أنبوب أختبار واحد ثم خضضنا هذا الأنبوب، فعلامَ  سنحصل؟
على حصيلة واحدة تكاد تكون مؤكدة: سقوط حكم آل الأسد لم يعد محتماً وحسب بل هو يبدو قريبا جدا.
فحين تنفك عن النظام عشيرة علوية ضخمة كالمرشدي، وحين يبدأ الحليفان الإيراني والروسي بالابتعاد عن قصر المهاجرين في دمشق، لايبق أمام ساكن هذا القصر سوى خيارات أحلاهما مرّ: الرحيل السريع، أو الموت السريع.
أما الاستمرار والبقاء، حتى ولو في قلقة محصنة في جبال العلوييين، فلم يعد خياراً لآل الأسد، بل بات وهماً كبيرا.

سعد محيو



هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف9/4/13 14:39

    Dream On

    ردحذف
  2. يقصد الكاتب في الفقرة الثانية كل الأطراف في سوريا وليس في لبنان
    راشد

    ردحذف