للاشتراك في المدّونة، لطفاً ضع عنوانك الالكتروني هنا

الأحد، 24 مارس 2013

تركيا وإسرائيل نحو تقرير مصير نظام الأسد



- I -
في 20-3 -2013، عاكس موقع "اليوم،غدا" كل التوقعات حول افتقاد جولة الرئيس الأميركي أوباما الشرق أوسطية إلى أي مضمون أو نتائج  سياسية متوقعة، وأورد التالي:
\أردوغان ونتنياهو: وكالة اقليمية مشتركة؟(الصورة من غوغل

"مهما كانت نتائج جولة أوباما سلبية في مايتعلق بالتسوية الفلسطينية- الإسرائيلية والصراع العربي- الإسرائيلي العام، إلا أنها لابد أن تتضمن حيثيات استراتيجية حول مستقبل التحالف الأميركي- الإسرائيلي، خاصة في ضوء منحى "الاتجاه شرقاً نحو آسيا/الباسيفيك( Pivot) الذي تبنته إدارة أوباما، والذي سيتطلب تقليص الأعباء الأميركية في الشرق الأوسط وزيادة مساهمات حلفائها الإقليميين فيها، خاصة تركيا والسعودية، إلى جانب إسرائيل.
"بكلمات أوضح، سيكون على جدول أعمال مباحثات أوباما- نتنياهو مسألة تحديد الدور الإسرائيلي في هذا التوجّه الجديد، سواء في إطار العلاقات مع تركيا الأطلسية أو في سياق السياسات إزاء إيران.
"في النقطة الأولى، يتوقّع أن يضغط أوباما لإصلاح ذات البين بين أنقرة وتل أبيب، لأن التنسيق بين هذين الطرفين سيكون ضرورياً للغاية على المدى القريب لملء أي فراغ قد تتركه الاستدارة الأميركية نحو أسيا".
- II -

لماذا تذكُّر هذه  الملاحظة الآن؟
ليس حتماً للاحتفاء بإصابة هدف تحليلي على نحو دقيق، بل للإشارة إلى أن جولة أوباما الشرق أوسطية، بما تضمنته من مصالحة بين تركيا وإسرائيل بإشرافه، كانت فعلاً بمثابة انقلاب استراتيجي، ومن الطراز الرفيع أيضاً، ستكون له آثار ضخمة على مستقبل التوازنات الإقليمية في المنطقة.
أولى وأهم هذه الآثار، وقف التنافس بين هاتين القوتين الإقليميتين على مواقع النفوذ في نظام الشرق الاوسط، ثم الانتقال من هناك لتشكلا معاً "الوكالة الإقليمية المشتركة" الجديدة للمصالح الأستراتيجية الأميركية في هذه المنطقة.
وهذا سيكون حقاً تطوراً جللاً حيال في موازين القوى الشرق أوسطية، خاصة إذا ما نجحت واشنطن لاحقاً في وضع أسس وقواعد وآفاق التحالف التركي- الإسرائيلي الجديد أو المتجدد.
الساحة الاولى والرئيس المتوقعة لعمل هذا التحالف، ستكون في سورية.
لماذا سورية؟
لأنها حالياً البؤرة المتفجرة الأخطر في الشرق الأوسط، ولأن كلاً من تركيا وإسرائيل تملكان نفوذاً ضخماً، كل من جهتها، على طوائف سورية معيّنة، الأمر الذي يمكنهما (إذا ما اتفقتا) على لعب دور رئيس في تحديد مصير ومآل الأزمة السورية الراهنة. ولكي لايبقى كلامنا هذا مجرد تكهنات في الهواء، فلنقرأ معاً ما تقوله المصادر الغربية حيال هذه النقطة:
- فايننشال تايمز: "كان من الصعب التغلب على العدواة الشخصية الكبيرة بين نتنياهو وأردوغان، لكن حالة السيولة الراهنة في الشرق الأوسط دفعتهما إلى إظهار مرونة فاجأت الكثيرين. وبالتالي، المصالحة بينهما ستمهد الطريق أمام تعاون أكبر بينهما في سورية المجاورة".
- روس ويلسون، السفير الاميركي السابق لدى أنقرة:" أردوغان أحد أكثر الشخصيات السياسية براغماتية. فهو قد يتخذ مواقف صلبة إن لم يكن متطرفة، ومع ذلك فهو لايتردد في القيام بخطوات من شأنها ترقية مصالح تركيا. وهذا ما فعله بمصالحته نتنياهو: إنه أزال مشكلة كبيرة تعترض العلاقات الأميركية- التركية وكانت تعيق قدرة الرئيس أوباما على التعاطي بحصافة مع أنقرة. أردوغان الآن  بات في موقع يمكنه من توسيع بنود لائحة احتمالاته في سورية".
- نيويورك تايمز: نجاح أوباما في إعادة الحرارة إلى العلاقات التركية- الإسرائيلية سيساعد منطقة متضعضعة على مواجهة الحرب الأهلية السورية. فإسرائيل وسورية لدرهما مروحة واسعة من المصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية وكلتاهما مهتمتان بما يتكشف من أوضاع في سورية.
- III -

سورية، إذا، ستكون المحطة الاولى التي سيسير نحوها القطار المشترك التركي- الإسرائيلي الذي دشّن أوباما انطلاق رحلاته قبل أيام.
وهذا سيغيّر الكثير من قواعد اللعبة في بلاد الشام، خاصة إذا ما توصلت أنقرة وتل أبيب إلى تفاهمات ما على مرحلة ما بعد الأسد. وهذا لم يعد أمراً صعباً الآن، بعد أن اقتنع نتنياهو على مايبدو بأن مواصلة الدفاع عن نظام الأسد في دوائر القرار الأميركي لم يعد مجدياً بسبب فشل هذا الأخير في احتواء الثورة ضده.
هل اتضحت الآن ملامح وأبعاد الانقلاب الاستراتيجي الكبير الذي حققته جولة أوباما الشرق أوسطية؟
يفترض ذلك!

سعد محيو






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق