للاشتراك في المدّونة، لطفاً ضع عنوانك الالكتروني هنا

الأربعاء، 6 فبراير 2013

حزب الله يعاين أسوأ أزماته وأخطرها



الحزب يتخبّط في أصعب أزمات التمدد الاستراتيجي الزائد. وهو سيكون محظوظاً للغاية إذا ماخرج منها ببعض الكسور والجروح فقط.

-I-
لانبالغ إذا ماقلنا أن حزب الله اللبناني غاطس هذه الأيام في مرحلة هي الأسوأ والأخطر منذ تأسيسه في العام 1982.
لماذا؟

نصر الله: خيارات أحلاها مر(الصورة من غوغل

لأن خطر "التمدد الاستراتيجي الزائد" يحيق به من كل جانب.
فهو متورط في معارك عسكرية يخجل من الإعلان عنها إلى جانب النظام السوري، خوفاً من استعداء ماتبقى من شعبية له بين صفوف السنّة العرب واللبنانيين الذين كانوا يهتفون باسمه ويرفعون بيارقه في كل مكان خلال وبعد حرب 2006.
وهو يرقص مع إسرائيل على حافة الهاوية، مرة بسبب مضاعفات الحرب السورية ومصير الأسلحة الكيمائية والصاروخية السورية، ومرة أخرى بسبب حاجة بنيامين نتنياهو إلى تصعيد أمني لتعبئة المجتمع الإسرائيلي المندفع إلى الحركات المطلبية الاجتماعية- الاقتصادية (كما دلت الانتخابات الأخيرة) وراءه.
ثم جاء الاتهام البلغاري له بتنفيذ الهجوم على السياح الإسرائيليين في تموز/يوليو الماضي، ليضعه في موقف حرج للغاية مع أصدقائه الأوروبيين (خاصة منهم الفرنسيين والألمان) الذي يتعرضون الآن إلى ضغوط أميركية- إسرائيلية قوية لوضعه على لائحة الإرهاب ومصادرة أصوله المالية وشبكات أعماله وشركاته.
وفوق هذا وذاك، يبدو حزب الله مضطراً للتعامل مع وضع داخلي خاص به ووضع سياسي لبناني يزدادان صعوبة وتعقيداً يوماً بعد يوم.
فقواعد الحزب التي رُبِّيت على الالتزام الإديولوجي بولاية الفقيه والأمة الإسلامية ومباديء المقاومة، تجد نفسها مطالبة، وبعد التوقف الكامل لعمليات المقاومة غداة حرب 2006، بالتأقلم مع أجندة سياسية محلية داخل وطن محلي. وهذا بالطبع لن يكون البتة أمراً سهلاً.
ومايفاقم من هذه الأزمة الحزبية انغماس قيادة الحزب أكثر فأكثر في وحول سياسات النظام الطائفي اللبناني، من دون أن يكون لها تصور واضح حول "أي لبنان تريد" ، تماماً كما كانت قيادة المارونية السياسية في سبعينيات القرن العشرين التي كانت تردد هي الأخرى شعار "أي لبنان نريد" ليتبين بعد ذلك أنها هي نفسها لم تكن تعرف ماتريد.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك المحكمة الدولية حول لبنان والاتهامات الأخرى للحزب بالوقوف وراء بعض محاولات الاغتيال، من بطرس حرب إلى سمير جعجع، لأدركنا أي منقلب يتقلّب فيه حزب الله في هذه المرحلة.
-II-
كيف يمكن لحزب الله الخروج من هذه الورطات متعددة الرؤوس، والتي تحمل كل منها في طياتها مشاريع حروب أو انفجارات أو انقسامات؟
خيارات الحزب الذاتية أو الأرادية مستبعدة. فهو ملزم بمواصلة حربه "السرية" إلى جانب آل الأسد، سواء بناء على طلب مباشر من ولي الفقيه الإيراني، أو لرغبته في الحفاظ على ماتبقى من خطوط إمدادات عسكرية له من سورية.
وعلى رغم أنه لايريد حرباً مع إسرائيل في هذه المرحلة، لأنها ستؤدي إلى تدمير الجنوب والبقاع مجددا بكلفة لن تستطيع إيران المأزومة اقتصادياً بشدة تحمّلها هذه المرة،  إلا أن قرار الحرب والسلم موجود الآن في كنف القيادة الإسرائيلية التي بات في مقدروها بكل بساطة قطع الامدادت العسكرية عن الحزب حتى داخل الأراضي السورية، كما دلّت على ذلك الغارة الإسرائيلية مؤخرا. ولاريب أن هذا التطور سيشجع ننتياهو على التفكير جدياً بمواصلة ما انقطع من حرب 2006.
وأخيرا، خيارات الحزب الداخلية تبدو كلها من نوع أحلاها مرّ، لأن النقلة من حزب المقاومة الإسلامية إلى حزب المصالح المحلية السياسية ستكون أشبه بالانتقال من كوكب إلى آخر.
سيواصل الحزب التخبط في أسوأ أزمات تمدده الاستراتيجي الزائد. وهو سيكون محظوظاً للغاية إذا ماخرج منها ببعض الكسور والجروح فقط.
- III -
كل هذا لايترك للحزب سوى مخرج وحيد: وصول المفاوضات المباشرة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة إلى صفقات ما، سواء أكانت كبرى أو صغرى، الأمر الذي سيسهل عليه اتخاذ قرارات مغايرة تماماً لتلك المتوافرة له الآن.
لكن، وإلى أن يبين الخيط الابيض من الأسود في هذه المفاوضات، سيواصل الحزب التخبط في أسوأ أزمات تمدده الاستراتيجي الزائد. وهو سيكون محظوظاً للغاية إذا ماخرج منها ببعض الكسور والجروح فقط.

سعد محيو


هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف6/2/13 22:51

    Time is a healer and who brought Lebanon Independence Back can evolve and Succeed But the real Problem a Negative Opposition who they are waisting a Golden Opportunities to Lebanon and to the Lebanese and only for the sake to return to Power

    ردحذف
  2. غير معرف7/2/13 01:21

    من الواضح ان سعد محيو قابض مبلغ حرزان عشان يكتب هيك كتابات لا تمت إلى الحقيقة بأي شيء، فقط صف كلام بكلام، والأيام سوف تثبت ان ما كتبه سعد محيو هو كلام اسرائيلي مئة بالمئة

    ردحذف