للاشتراك في المدّونة، لطفاً ضع عنوانك الالكتروني هنا

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

"الاسد المُتوثِّب": القوات الأميركية قريباً داخل سورية





"حتى قبل أن تطفو مسألة الأسلحة النووية على سطح الأحداث، كانت المعلومات تتواتر عن أن القوى الغربية اقتربت كثيراً من اتخاذ قرار التدخل العسكري الكثيف في سورية".
الاسلحة الكيميائية السورية: لحظة الحقيقة - الصورة من غوغل

- I -
هل حرّك النظام السوري الأسلحة الكيمائية حقاً، أم أن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي هما من حرَّك المسألة الكيمائية السورية مجددا كـ"خطوة استباقية"؟
هذا ليس مجرد سؤال افتراضي، بل له مضامين وأبعاد عملية خطيرة.
إذ في حال كانت التقارير المخابراتية الأميركية صحيحة حول بدء قيام النظام بتجميع وتركيب هذه الأسلحة، فهذا يعني أنه لايزال مصمماً على القتال حتى الرمق الأخير، حتى ولو إضطر إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه.
أما إذا كان الغرب هو الذي بادر إلى طرح هذه المسألة وعلى أعلى المستويات (من الرئيس أوباما إلى قادة حلف الأطلسي)، فهذا يعني أن تقارير المخابرات نفسها تضمنت معلومات عن احتمال قرب سقوط أو تهاوي النظام السوري في وقت أقرب مما يعتقد الكثيرون. وبالتالي، ثمة حاجة ملحة إلى القيام بعمل عسكري سريع للسيطرة على الأسلحة الكيمائية السورية التي تعتبر الأضخم في العالم، أو حتى تدميرها.
كيف؟
- II -
هنا تطل برأسها خطة "الأسد المتوثب" التي وضعتها أميركا و18 دولة أخرى، بينها تركيا والأردن، والخاصة بإرسال قوات كوماندوس خاصة إلى مواقع هذه الأسلحة للسيطرة عليها "قبل نقلها إلى حزب الله اللبناني أو وقوعها في أيدي منظمات أصولية متطرفة"، على حد تعبير مجلة "دير شبيغل" التي كشفت عن الخطة.
هذا الاحتمال أكده أمس (4-12-2012) لـ"واشنطن بوست" مسؤول أميركي كبير (يُعتقد أنه هيلاري كلينتون) حين قال إن "إدارة أوباما قاومت حتى الآن كل الضغوط للقيام بتدخل مباشر في النراع السوري. لكن الأدلة الدامغة بأن سورية جهزت مخزونها من الأسلحة الكيمائية، قد يدفع إلى استخدام القوات الأميركية لتأمين هذه الأسلحة". وهذه القوات جاهزة الآن للعمل انطلاقاً من الأردن وتركيا.
لكن، وحتى قبل أن تطفو مسألة الأسلحة النووية مجدداً على مسرح الأحداث، كانت المعلومات تتواتر عن أن القوى الغربية اقتربت كثيراً من اتخاذ قرار بالتدخل العسكري الكثيف في سورية.
فقد أشار الكاتب البريطاني في "فايننشال تايمز" جدعون رخمان، الذي كان يعارض بقوة في السابق أي تدخل غربي في سورية، إلى أن " أصوات الدعوات لفعل شيء ما في هذه الدولة بدأ يتعالى بقوة في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى درجة أنها قد تدخل حيز التنفيذ قريبا" .
هذا في حين كانت مصادر فرنسية وبريطانية تتعمَّق في التفاصيل، فتقول إن هذا التدخل سيبدأ عبر تزويد عناصر معينة في المعارضة المسلحة السورية بأسلحة متطورة، ثم يرقى لاحقاً إلى فرض حظر جوي شامل؛ مشيرة هنا إلى أن أميركا "تستطيع تدمير كل الدفاعات الجوية والطائرات السورية خلال 24 ساعة، عبر استخدام صواريخ كروز والقاذفات الثقيلة".
بيد أن هذه المصادر أضافت سريعاً أن الأولوية القصوى الآن هي للأسلحة الكيمائية التي يجب "تأمينها" قبل القيام بأي عملية تدخل.
- III -
ماذا يعني بروز "اللحظة الكيمائية" على هذا النحو الفاقع في الحرب السورية؟
أمراً واحدا: النزاع في سورية اقترب من لحظة الحقيقة، أو حتى من لحظة الحسم. وبما أن قوات المعارضة المسلحة وحدها لن تكون قادرة بمفردها على هذا الحسم، (وفق نيويورك تايمز) خاصة في دمشق التي يركِّز فيها النظام زهرة قواته الخاصة، فإن التدخل الغربي سيكون هو العنصر الذي قد يقلب المعادلات العسكرية.
وهذا التدخل سيُدشَّن ببدء تنفيذ خطة "الأسد المتوثب"، وقريباً للغاية على الإرجح.

سعد  

هناك تعليق واحد: