للاشتراك في المدّونة، لطفاً ضع عنوانك الالكتروني هنا

الأحد، 14 أكتوبر 2012

أهلاً بكم في كوكب الألماس


أهلاً بكم في كوكب الألماس


اكتشاف العلماء لكوكب من الألماس، سيغيّر كل نظرتنا إلى تركيبة الكون الكيميائية والفيزيائية، وسيتجاوز كل أحلام الخيالات العلمية.

- I -
الخبر كان مُذهلاً بما فيه الكفاية، وإن لم يكن مفاجئا:
علماء الفضاء في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) اكتشفوا كوكباً من الألماس يبلغ حجمه ضعف حجم الأرض وأثقل منها بثماني مرات. كما أنه قريب منها (بالمعايير الكونية)، إذ لا يبعد عنها عنها سوى 40 سنة ضوئية.
وعلى رغم أن هذا الكوكب، الذي أطلق عليه اسم كانسيري 55   K   Cancrie  55 ) يدور حول نجم يشبه شمسنا، إلا أن سنته لاتتجاوز الـ 18 ساعة أرضية، فيما تقترب الحرارة فيه من 2204 درجة مئوية. وهذا مايجعله بيئة غير مناسب للحياة البشرية لكنه أكثر من مناسب لـ"انتاج" الألماس.

رسمة خيالية لكوكب الألماس وتركيبته (من غوغل)

ويرجّح العلماء أن يكون سطح هذا الكوكب مكوناً من الغرافيت والألماس، وليس من الغرانيت والماء، مما ينسف كل الافتراضات العلمية السابقة التي كانت تقول أن أن الكواكب الصخرية في الفضاء تشبه كوكب الأرض. وهذا يعني أن كل شيء في كانسيري 55، من الجو إلى البيولوجيا، مختلف بشكل جذري وكلي عن مجموعتنا الشمسية.
يقول مسؤول الدراسة نيقيو مادهوسودان: " هذه المرة الأولى التي نعرف فيها عن وجود كوكب غريب وُلد في معظمه من الكربون(الذي يعتبر، كما هو معروف، عنصراً لافلزياً يوجد في العديد من المركبات اللاعضوية وفي كل المركبات العضوية كالغرانيت والألماس والحجر الجيري). وهذا سيغيّر بشكل دراماتيكي فهمنا لكل كيمياء الكواكب".
أما عالم الفضاء في جامعة برينستون ديفيد سيبرغل فيعتقد أن "اكتشاف كوكب الألماس يمثّل أول فصيلة من نوع جديد من الكواكب التي لاتشبه الكيمياء فيها بأي حال كيمياء كوكبنا. ثمة عوالم أخرى كاملة هناك في الفضاء، وهي على عكس النظام الشمسي لايهيمن عليه الأوكسيجين والسيليكات( وهي مركبات تحتوي على السيليكون والأوكسيجين ومعدن واحد أو أكثر)، بل الكربون.

- II -
هذا عن هذا الاكتشاف المذهل. أما لماذا هو ليس مفاجئا، فلأن العالم مارك كوتشنر كان قد تنبأ نظرياً بوجود كواكب تناوب على تسميتها الكواكب الكربونية، أو الكربيدية، أو الماسية، الغنية بالكربون وفقيرة بالأوكسجين، والتي يختلف تطورها عن تطور الأرض والمريخ والزهرة. وأشار كوتشنر إلى أن هذه الكواكب سيكون لها على الأرجح مركز غني بالحديد أو الفولاذ، محاط بسيليكون كربيدي وتياتانيوم كربيدي، وفوقهما طبقة من الكربون في شكل غرافيت تتضمن هي الأخرى طبقة سفلية من الألماس ربما تبلغ سماكتها كيلومترات عدة إذا ماكان ثمة ضغط كافٍ. وخلال الانفجارات البركانية، من المحتمل أن ينبثق الألماس من الداخل إلى السطح، في شكل جبال من السيليكون الكربيدي والألماس.
وأخيراً، تكهَّن كوتشنر بأن تكون تركيبة كواكب الألماس الكيميائية والفزيائية، مختلفة تماماً عن تركيبة كوكب الأرض. فعلى سبيل المثال، الأنهار فيها قد تتكون من الزيوت. وإذا ماكانت الحرارة منخفضة للغاية، فيكمن للغازات أن تكون قادرة على أن تتركب كيميائيا- ضوئياً (photo chemically) لتتحوّل إلى سلسلة طويلة من الهيدروكربونات التي تهطل بعدها كأمطار من الزيوت على سطح الكوكب.
- III -
هذه هي بعض المعطيات العلمية عن كواكب الألماس. وهي، كما هو واضح، أغرب حتى من الخيال العلمي.
لكن القصة لاتنتهي هنا. ثمة تتمة لها تتعلّق بالدروس المحتملة لها على الصعد الاقتصادية والفلسفية وعلم الوجود.
كيف؟
(غداً نتابع)

سعد


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق